أجمع الأطباء على أن البدانة تمثل أحد العوامل التي تزيد من نسبة المخاطر بالنسبة للأشخاص الذي يصابون بفيروس كورونا، وذلك بحكم أن هرمون اللبتين الذي يعمل كمنظم للشهية يعاني من خلل لدي الشخص البدين. وبما أن هذا الهرمون يقوم بتنظيم عدد من الخلايا المناعية، فإن انهياره يجعل من الفيروس أكثر فتكا بالمريض.
وأظهرت دراسات أخرى تم نشرها في الولايات المتحدة أن السمنة عامل خطر رئيسي لمرض فيروس كورونا، وهي تعتبر ثاني أخطر عامل، بعد الشيخوخة، يؤدي إلى دخول الأشخاص المصابين بفيروس كورونا إلى المستشفيات.
وتجدر الإشارة إلى تراكم الدهون في منطقة البطن، خاصة لدى الرجال، يؤدي لحصول ضغط على الحجاب الحاجز والرئتين والصدر.
كل هذه العوامل تجعل من الأشخاص المصابين بالسمنة فريسة سهلة لفيروس كورونا.
وتجدر الإشارة إلى نسبة 72٪ من الأشخاص الذين وضعوا في العناية المركزة في بريطانيا كانوا يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة المفرطة. هذه النتائج مقلقة لأن أكثر من 30٪ من البالغين في بريطانيا يعانون من مشكل البدانة، في حين يعاني 60٪ من البالغين من زيادة الوزن.
ويوضح الدكتور جون مورتون، جراح السمنة الأمريكي، الأسباب التي تجعل البدانة عامل خطر للإصابة بفيروس كورونا، حيث قال في هذا الصدد “هناك شيء يسمى متلازمة نقص التهوية وهذا عندما يكون لديك أنسجة إضافية حول صدرك. من الصعب أن تتنفس بعمق”.
وأضاف «يبدو أن الفيروس نفسه يستخدم بابًا للدخول إلى رئتينا. تلك البوابة تسمى نزيم محول للأنجيوتنسين 2. وصدقوا أو لا تصدقوا، يتم إنشاؤها في الخلايا الدهنية والخلايا الشحمية “.
وفي ظل عدم تعميم اللقاح على كامل سكان الكرة الأرضية وغياب علاجات فعالة لفيروس كورونا، فإن جميع الأشخاص مطالبين بتغيير نمط حياتهم لتحسين قدرتهم على محاربة الأمراض الخطيرة، أو حتى الخضوع لعملية جراحية لعلاج السمنة لاستعادة وزنهم طبيعي والصحي.
ما هي مخاطر الإصابة بفيروس كورونا إذا كنت أعاني من السمنة؟
يمكن أن تضعف السمنة جهاز المناعة في الجسم، مما يجعل الأشخاص المصابين بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
ووفقًا هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فإن الأشخاص الذين يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو أكثر يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات إذا أصيبوا بالفيروس.
دراسة استقصائية أخرى أجرتها نفس المنظمة كشفت أن 60 ٪ من مرضى العناية المركزة المصابين بالفيروس يعانون من زيادة الوزن أو تصنيفهم على أنهم يعانون من السمنة المفرطة.
كما أظهرت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة أو الوفاة من العدوى، مثل الأنفلونزا.
هل يُعتبر جميع الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة “معرضين للغاية للخطر؟”
أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن السمنة هي إحدى المشاكل الصحية التي يمكن أن تزيد من مخاطر المعاناة من مضاعفات فيروس كورونا. ومع ذلك، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة ليسوا مهددين في صحتهم ما لم يكونوا يعانون من مشاكل صحية عالية الخطورة، على غرار:
– زرع الأعضاء.
– العلاج الكيميائي الفعال أو العلاج الإشعاعي.
– سرطان الدم أو نخاع العظام مثل اللوكيميا في أي مرحلة من مراحل العلاج.
– حالة شديدة في الصدر مثل التليف الكيسي أو الربو الحاد تتطلب دخول المستشفى.
– مرض خطير يصيب جهاز الجسم مثل مرض الكلى (غسيل الكلى).
– أمراض القلب الحادة.
هل يجب أن أعزل نفسي إذا كنت أعاني من السمنة؟
لا تحتاج إلى عزل نفسك إلا إذا كنت تعاني من أعراض فيروس كورونا مثل السعال والتهاب الحلق والحمى وصعوبة التنفس.
إذا ظهرت عليك أعراض فيروس كورونا، فعليك اتباع النصائح والإرشادات التي تطلبها السلطات الصحية، وهي العزل التام لمدة 14 يومًا.